جاك ما ولا مستحيلَ معَ التصميمِ والإرادة
“جاك ما”، هوَ رجلُ أعمالٍ صينيٍّ ومستثمرٌ. وهوَ المؤسسُ المشاركُ والرئيسُ التنفيذيُّ لمجموعةِ علي بابا، وهيَ شركةٌ صينيةٌ متعددةُ الجنسياتِ تختصُّ بالتجارةِ الإلكترونيةِ عبرَ الإنترنتِ. كما يُعدُّ سفيراً عالميّاً للأعمالِ الصينيةِ، ونموذجاً يُحتذى بهِ للشركاتِ الناشئةِ.
ميلاده
ولدَ “جاك ما” في هانغتشو عامَ 1964. في ذلكَ الوقتِ، لم يكنْ لدى الصينِ شركاتٌ خاصةٌ، حيثُ كانت 90% منَ الشركاتِ مملوكةً للدولةٍ. وبالتالي، نشأَ هوَ وعائلتهُ في ظروفٍ معيشيةٍ صعبةٍ، حيثُ كانتِ الصينُ معزولةً عنِ الغربِ.
بدايته كمرشد سياحي
لكنْ بعدَ أنْ زارَ الرئيسُ الأمريكيُّ ريتشارد نيكسون مدينةَ هانغتشو سنةَ 1972، أصبحَ مسقطُ رأسِ “جاك ما” مقاطعةً سياحيةً، وباتَ “جاك” محاطاً بالسُّياحِ الأجانبِ معظمَ الوقتِ، ليقعَ في حبِّ اللغةِ الإنجليزيةِ مِنْ خلالِ تفاعلهِ اليوميِّ معَ السائحينَ. وشرعَ لما صارَ عمرهُ 14 عاماً في العملِ كمرشدٍ سياحيٍّ، واستمرَّ على ذلكَ مدةَ 6 سنواتٍ، مما منحهُ فهماً جيداً للغةِ الإنجليزيةِ وثقافةِ الدولِ الغربيةِ.
تصميم على النجاح رغم الفشل
وبمجردِ أنَ فكَّرَ في إنهاءِ المدرسةِ ودخولِ الكليةِ، فشلَ في امتحانِ القبولِ ثلاثَ مراتٍ. كما تقدمَ إلى جامعةِ هارفارد حوالي 10 مراتٍ إلَّا أنهُ قوبِلَ بالرفضِ في كلِّ مرةٍ. حتى بعدِ التخرجِ منَ الكليةِ المحليَّةِ التي درسَ فيها، بدأَ يتقدَّمُ إلى أكبرِ عددٍ ممكنٍ منَ الوظائفِ، لكنهُ تلقَّى أكثرَ مِنْ 12 رفضاً، بما في ذلكَ مِنْKFC ، حيثُ تمَ قبولُ 23 متقدِّماً للعملِ هناكَ مِنْ أصلِ 24 شخصاً كانَ “جاك” مِنْ بينهمْ. لكنهُ بإصرارٍ استثنائيٍّ وتصميمٍ على الفوزِ واصلَ سعيهُ نحوَ النجاحِ، إلى أنْ تمَّ تعيينهُ كمدرسٍ للغةِ الإنجليزيةِ.
بداية علي بابا
بعدَ ذلكَ بسنواتٍ فكَّرَ في ممارسةِ الأعمالِ التجاريةِ بنفسهِ إلَّا أنهُ لمْ ينجحْ في البدايةِ مرتينِ، فجمعَ 17 من أصدقائه في شقتهِ بعدَ 4 سنواتٍ وأقنعهمْ بالاستثمارِ في مشروعهِ الجديدِ. الذي هوَ عبارةٌ عن سوقٍ إلكترونيٍّ على الإنترنتِ أسماهُ “علي بابا”.
وبالفعلِ تمَّ إنشاءُ الموقعِ، وسرعانَ ما بدأتِ الخدماتُ التي يقدِّمها في جذبِ زبائنَ مِنْ جميعِ أنحاءِ العالمِ، ليحققَ على مدارِ السنواتِ اللاحقةِ أرباحاً فلكيّةً جعلتْ “جاك ما” أغنى رجلٍ في الصينِ، وواحداً منْ أقوى الشخصياتِ وأشهرها عالميّاً.
اسباب النجاح
منَ التعاملِ معَ العديدِ منَ الإخفاقاتِ إلى تحقيقِ نجاحٍ هائلٍ في حياتهِ. تثبتُ قصةُ نجاحِ “جاك ما” أنَّ العملَ الجادَّ والتفانيَ يمكنُ أن يغيرَ حياةَ أيِّ شخصٍ. وعلى الرغمِ مِنْ هذا النجاحِ الهائلِ الذي سمحَ لهُ بأنْ يصبحَ مليارديراً. إلَّا أنهُ ظلَّ على الدوامِ إنساناً بسيطاً ومتواضعاً. فأصبحَ مُلهِماً للعديدِ منَ الشبابِ حولَ العالمِ.
تحفيز الشباب
في الاجتماعِ السنويِّ للمساهمينَ سنةَ 2009. والذي ضمَّ عدداً كبيراً منَ المساهمينَ والمشترينَ وطلابِ الجامعاتِ. دعا “جاك” جيلَ الشبابِ إلى تأسيسِ مشاريعهمُ الخاصةَ بهدفِ التعاملِ معَ حالةِ الانكماشِ الاقتصاديِّ. عوضاً عنِ انتظارِ القبولِ في إحدى الوظائفِ الخاصةِ أو الحكوميةِ.
الدروسُ المستفادةُ
1) الإنسانُ المثابرُ المجتهدُ لا يعرفُ الاستسلامَ مهما كانتِ الظروفُ الخارجيةُ صعبةً. بلْ يُكملُ المشوارَ بعزيمةٍ ثابتةٍ ورؤيةٍ واضحةٍ حتى يحققَ غايتهُ.
2) لا يهمُّ أينَ وُلِدتَ ولا وضعُ عائلتكَ الماديُّ، فطالما تملكُ أحلاماً كبيرةً. وتصميماً لا تُثنيهِ العقباتُ. فلا بدَّ أنْ تتخطى حاجزَ المستحيلِ وتحققّ النجاحَ الذي تصبو إليهِ.
3) إنَّ تعلُّمَ لغةٍ جديدةٍ بوابةٌ لعالمٍ منَ الفرصِ اللامحدودةِ. فاغتنمِ الفرصةَ لإتقانِ لغةٍ واحدةٍ على الأقلُّ إلى جانبِ لغتكَ الأُمِّ.
3) الشخصُ الطموحُ لا ييأسُ أبداً، بغضِّ النظرِ عنِ الرفضِ الذي يواجههُ في حياتهِ. إذْ ليسَ مهمّاً كمْ مرةً يتمُّ رفضُكَ في مقابلاتِ العملِ أو يخفقُ مشروعكَ الخاصُّ. المهمُّ أنْ يكونَ موقفُكَ إيجابيّاً دائماً. وأنْ تنهضَ منْ جديدٍ.
4) النجاحُ الحقيقيُّ هوَ أنْ يظلَّ الإنسانُ نقيّاً كصفحةِ ماءٍ عذبٍ. ومتواضعاً سمِحَاً يقدِّرُ مشاعرَ الآخرينَ وجهودَهُمْ. ويحترمُ الصغيرَ قبلَ الكبيرِ.
5) فكرةٌ واحدةٌ مبتكرةٌ يمكنُ أنْ تقلبَ حياةَ الإنسانِ رأساً على عقبٍ. فلا تستخفَّ بقدرةِ عقلكَ على توليدِ الأفكارِ العظيمةِ.
6) القيمُ الساميةُ والأخلاقُ النبيلةُ على رأسِ القائمةِ. أما المالُ فتحصيلٌ حاصلٌ ما دمتَ تعملُ على بناءِ روحكَ وكسبِ ثقةِ الآخرينَ بنزاهتكَ وصدقكِ. وتسعى جاهداً لتحقيقِ النجاحِ دونَ أن تجعلَ المالَ غايتكَ القصوى.
ارسُمْ مستقبلكَ بنفسك – برايان تريسي