ستيفن هوكينغ وذكاءه الغريب وطاقة الله الا محدودة – رغم!
من هو ستيفن هوكينغ؟ عندما يتحول كرسي متحرك بسيط التركيب إلى مركبة فضائية معقدة التصميم، ويسبح صاحبه بجناحي طائر فينيقيّ في قلب السماء متنقلاً بين الكواكب والنجوم، ومتجاوزاً الحدود التي يحاول جسده والناس تأطيره بداخلها، ليدخل أرض الثقوب السوداء وينزل ضيفاً عليها.
ثم يمطرها بوابل من أسئلة عبقرية واستنتاجات فذة تسبق عصره بأشواط، ثم يخرج من أعماق مثلث برمودا الفضائي بطلاً يبقى أثره حيّاً حتى بعد رحيله عن الحياة، دون أن ينهض من على كرسيه أو يتحرك من مكانه خطوة واحدة، فأنت أمام العالم الأعجوبة والإنسان العظيم “ستيفن هوكينغ”، الذي أصبح أيقونة نجاح تتغنى بإنجازاته الشعوب قاطبة.
بداية القصة الحقيقية
كان ستيفن شخصاً محبّاً للعلم، حيث حصل على درجة البكالوريوس من جامعة أكسفورد وهو في الحادية والعشرين من عمره. وظل يدرس بقصد الحصول على الدكتوراه من جامعة كامبريدج، إلا أنه بدأ يعاني فجأة من نوبات تعب وكسل غريبة وأخذ يسقط مرات عديدة لأسباب غير معلومة.
بعد فترة لاحظ والد ستيفن تغيراً في حركات ابنه، فأقنع ابنه بإجراء الفحوصات اللازمة، والتي تبيّن على إثرها أنه يعاني تصلباً جانبيّاً ضموريّاً، وهو من الأمراض التي تصيب فئة قليلة جدّاً من الناس، ويعتبر مرضاً قاتلاً. مما دعا الأطباء إلى مصارحة ستيفن بأنه لن يمكث على قيد الحياة سوى بضع سنوات فحسب.
يأس في البداية
في البداية، شعر ستيفن باليأس والكآبة، فانزوى عن العالم الخارجي قليلاً إلى أن ومضت فكرة في رأسه أفزعته أكثر من الموت نفسه، ألا وهي أن ينقضي ما تبقى من عمره قبل تمكنه من فعل أي شيء مفيد في حياته. فأوقدت تلك الفكرة حماسته ورغبته في متابعة أبحاثه.
النجاح
ثم تزوج بعدها بفتاة أحبها، كما حصل على عمل إلى جانب مواصلته أبحاثه، ورغم أن المرض أقعد ستيفن هوكينغ ومنعه من الحركة بشكل شبه كلي ما عدا بضع حركات بسيطة يمكنه القيام بها مستخدماً عينيه وبضع عضلات صغيرة في وجهه، إلا أنه ظل 40 عاماً يخالف تنبؤات الأطباء الذين توقعوا وفاته خلال سنوات قليلة.
وعندما أجريت معه مقابلة سنة 2005م، كان من جملة ما قاله: «إن تفكيري وغضبي من إعاقتي مضيعة للوقت، فعلى المرء أن يواصل مشوار حياته، وقد كان عملي لا بأس به، فالناس لن يكون لديهم وقت لك إذا كنت دائم الشكوى والتذمر».
الثقوب السوداء
أنتج ستيفن خلال حياته العديد من الكتب ووضع الكثير من النظريات العلمية التي تقدم تفسيراً لقوانين الكون من منطلق فيزيائي، حيث تمكن على سبيل المثال لا الحصر من أن يثبت نظريّاً بأن الثقوب السوداء تصدر إشعاعاً – على النقيض من جميع النظريات المطروحة وقتها – والذي سمّي باسمه فيما بعد “إشعاع هوكينغ”.
وقد نال ستيفن شهرة واسعة نتيجة نظريته حول الثقوب السوداء عموماً، إذ قدم تفسيراً مفاده أن تلك الثقوب ربما تقود إلى أكوان أخرى، وأنها ليست سوداء كما نظن أو سجناً سرمديّاً كما كان يُعتقد سابقاً.
معجزة طبية
ووصف هوكينغ بـ “المعجزة الطبية”، حيث إنه عاش حوالي 54 سنة مليئة بالإنجازات المذهلة. بعدما تنبأ الأطباء بوفاته عام 1963م بمرض التصلب الجانبي. حتى أنه لُقِّب بـ “آينشتاين القرن الواحد والعشرين” بفضل اكتشافاته وعبقريته.
إلى جانب ذلك كله، كان ستيفن معروفاً بروح الدعابة وأقواله التي تنمّ عن فهم عميق للروح البشرية، فهو القائل: «كانت الحياة لتكون تراجيدية لو لم تكن مضحكة». وهو الذي قال: «تذكر أن تنظر إلى النجوم وليس إلى أسفل قدميك. ولا تتخلى عن العمل الذي يمنحك المعنى والغاية. وإذا كنت محظوظاً بما يكفي للعثور على الحب، فتذكر أنه هناك ولا تتخلص منه».
دروس مستفادة
- إذا كنت من أصحاب الهمم (ذوي الاحتياجات الخاصة) فركز على الأشياء التي بوسعك القيام بها رغم الإعاقة. ولا تسمح لروحك بأن تعاني من أية إعاقة كما أصاب جسدك.
- لا الظروف، ولا الوضع المادي. ولا الحالة الصحية يمكن أن تقف حائلاً بين الإنسان وبين تحقيق أحلامه. طالما يملك الرغبة الحقيقة والإرادة الصلبة.
- ما الحياة سوى رحلة قصيرة. فلا تحمّل الأشياء أكثر من طاقتها أو تأخذ الحياة على محمل الجد أكثر من اللزوم. بل تذكر دوماً أن في الحياة جوانب إيجابية وأنها أبسط مما تصوره لنا أذهاننا.
- تكمن السعادة الحقيقية في تحقيق الإنجازات وإضافة قيمة حقيقية إلى حياة الآخرين.
- العلم مشكاة تنير درب الإنسان. فلا تسلم نفسك للجهل. بل اقرأ كل يوم واستكشف الحياة من حولك. وتعلم باستمرار، وطور خبراتك وقدراتك على الدوام.
- لا شيء أقوى من رغبة عارمة وإرادة صلبة لا تلين. حتى لو كانت أجسادنا أسيرة المرض. ففي عقلك وقلبك تعشش قوة بوسعها تجاوز كل العقبات.
- أنت الذي تقرر مصيرك ولا شيء آخر. فآمن بنفسك وبأن الله أودع فيك طاقات لامحدودة. لتغدو حياتك لوحة فنية بهية.
بعد معرفة من هو ستيف هوكينج تفضل بقراءة مقال كيفَ تصلُ إلى النجاحِ والثروةِ في عملك؟ فرانك بيتجر